أهميّة طارق الهاشمي
... للحياة والدين ....والتبادلات النقدية !
أهدتني خدمة الإنترنيت صحبة أحد بني عشيرة السودان ، موالٍ شديد التعصب لمن يسميهم (آل البيت) وهو في الحقيقة يقصد الطقم الحاكم في قم وطهران! ربما نحن إزاء شخصية فكرية فذة ولكنها لا تتحسس لكونها تسمي الأمور بغير مسمياتها ، وشتان بين حاله و حال المعماري الأمريكي الشهير فرانك لويد رأيت عندما كان يقول " أنا أؤمن بوجود الله، لكنني أتهجى إسمه هكذا... طبيعه " . فرانك لويد كان رجلاً يعرف ما يفعل، و صاحبي ،.. لا هو بالرجل، ولا هو دارٍ ما الذي يقول أو يفعل ، من عمت عينك يا عراق على هيﭻ مواطنين ، لا ويريدونك تصحه !
هذه الصحوبيّة هي ، وكما أراها ، من صنف ما ورد بالآية الكريمة ( قال له صاحبه وهو يحاوره) أو الأخرى ( فقال لصاحبه وهو يحاوره ) ، فهي ليست متضمنة لتوافق الطباع ولا لوحدة الرؤى والأهداف، مطلقاً ، هذه الصحوبيّة مفروضة علينا وتلزمنا بالكتابة أكثر من بقية الأسباب والدوافع، فهي تحاول وضع من يقابلها في وسط إطار أو موقف ما، وتفترض أنني سأدافع بالضرورة عن خصمها الهاشمي، محور الموقف، باعتبار الهوية السنية تجمعني بها، ترى، من منّا هو الطائفي حقاً؟
وقد دأب هذا الصاحب اللدود، قبل هذه المهزلة الأخيرة، على توجيه الرسائل لي مع كل مرة يحصل فيها ما يؤجج المشاعر ويدمي القلوب، ثلاثاء دام أو أحد إمصخم أو خميس إملطم ، على كَولة العراقيين، كما لو كان المتورط بالتفجيرات سنياً من أبناء عمومتي في كل مرة ، كما لو كان الضحايا هم شيعة من بطانته ، على وجه التحديد والتخصيص، كما لو كان من واجبي أن أتبرأ من أهلي وأناسي في كلّ مرة يوسوس له شيطانه أن يلقي باللائمة عليهم ، لكن ليس العكس بالعكس، أبداً .
وأنت تتذكر فور إستلام رسائل كالتي يرسلها ،عبارات العراقيين تلك لجيرانهم:
" بلله عليك أبو فلان، ترضاهه ؟ إيصير المحروس إبنك إيدكَهه للناقصه ويّانه هالشكل؟ "! يكون المحروس قد تحرّش بإبنة الجيران وهو في طور التفتح!
و وفقاً لنهج الدراسات المقارنة أقول،...
..... ولكن طارق الهاشمي ليس إبني، ولست أنا بأخيه، وليس إبنه صديق إبني حتى ، وأنا لم أنتخبه ولا تتلمذت على يديه ولا خدمت تحت إمرته ، إذن، لا ينطبق عليّ محتوى بيت العاشق البدوي الذي قال( أحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري)، فلماذا ينبغي أن أتلقى اللوم والغمز أخا الهمز ، ولماذا يتوقع أحدهم مني أن أنبري للدفاع عنه ، وتوخي الأعذار له، أو التنصل وإدعاء البراء منه والولاء لمخاصميه ؟
وطارق الهاشمي ، مرةً أخرى، لم يرتكب (ناقصة) كما هو حال إبن الجيران أعلاه ، لو فعل ما إتهموه به حقاً ، من إستهداف للخونة وأذناب المحتلين وحلفائهم الساسانيين، لحسبته بطلاً ولتوليت الدفاع والذبّ عنه متطوعاً، وبدلاً من كل هذا أسأل مَن به صمم أو بعض العته ممّن يطيب لهم الركض وراء المالكي وناطقه الرسمي الزفر الخلقة : كيف يتم تلبيس أي شخص بتهمة ،من قبل الشروع بالتحقيق معه ؟ سيجيبني أفضلهم طريقةً أنّ هناك أدلة متراكمة منذ ثلاثة سنين وأنّ ضباطه إعترفوا علانيةً وعلى رءوس الأشهاد ، والإعتراف هو سيّد الأدلة
( يعني أخو سيّد مناف الناجي !!!)، وعندها سأبصق بوجه كل من يحمل هكذا رأي جايف صادر من عقل شخص لا هو شايف ولا هو عايف .
ربما هي الديمقراطية هكذا، لم نفهم معناها لأننا لم نقرأ الكتلوك، نحن العرب لا نقرأ كما تعلمون، فتصورنا أنها تشمل أفكاراً من وزن الإمتناع عن الإدانة من قبل التيقن من صحة ما يقال عن المتهم الغائب شخصاً وجسداً!! إشكَد طلعنه غشمه !!
.... والغريب في الأمر أننا من قبل هذه الديمقراطية كنا نعرف شيئاً يحكي عن إعتبار المتهم بريئاً حتى تثبت إدانته، فجاء هؤلاء الرعاع ليثبتوا لنا أن كل ما تعلمناه كان مجرد سبام ! المتهم هو مذنب، حتى تثبت براءته ، ثبتوها لديكم ، وصححوا مفاهيمكم ومفاهيم أولادكم ، وفق نظام العراق الجديد !
... والعجيب أننا كنا قد تلقينا من بقايا تفاسير القرآن الكريم أنّ بعض الظن إثم، وأنّه إذا جاءنا فاسق إبن مومس، من حزب الدعوة أو من المجلس الأعلى أو من التيار الصدري، بنبأ، فعلينا أن نتثبت وأن نتيقن، قبل أن نمضرط ونظهر على شاشات التلفزيون العالمية والمحلية، كما فعل الكثير من أتباعهم عقب بث الخبر بنصف ساعة ربما ، ترى واحدهم يخاطب الكاميرا وهو ينقب داخل أنفه المشابه للحجر الأسعد لوناً وحجماً ، وهو يؤكد لنا أن الهاشمي هو سبب كل البلاء الذي حلّ بالعراق، وأنّه سبب قتل خلف الجميلي مفوض الشرطة بالفلوجة ، و جرح حيدر الساعدي في تسفيرات البصرة، وتعويق نائب الضابط ذنون حمّو في مديرية إستخبارات الفرقة الثانية بالموصل !! ها قد تبين لنا أننا لم نفقه شيئاً من علوم الحياة، فالعلم اللدنيّ لدى أتباع عصابة المعمّمين هؤلاء هو البديل المطلوب للعودة بنا إلى الحياة، و طز بعدها بكل شيء إلا الدجل ذاك، طز بالمنطق، طز بالعقلانية، طز بتراث الأمم !
هذا من باب المنطق والعموميات ، أما على الصعيد الشخصي، فمتى كنت أنا من أنصار أيّ مشارك بالعملية السياسية كي يحسبني صاحب الإنترنيت هذا على الهاشمي أو على غيره ؟ في عراق اليوم، وبعد كل هذه السنين العجاف، لا ينبغي للمرء إلا أن يكون صاحب نفسه وتابع عقله ، ليس هناك من راية تجمعني بغيري وإن خطوا عليها سورة البقرة، ولا أقول عبارة التكبير وحدها . الهاشمي كان مفروضاً به أن يستحضر المعاني السامية والرفيعة للمثل العراقي الغليظ " اللي يمشي وره الزمال ، يتلكَه ضراطه"، والمالكي هذا الذي اختلق كل هذه الزوبعة الترابية حول إجرام الهاشمي، الهاشمي الذي دفعه إجرامه الموتور لتناسي منصبه ومكاسبه ورواتبه وقتلى عائلته ومنهم أخته، والتركيز على قتل ضابط شرطة أو شرطي مرور ( يبدو أنه كان سبب فشل إبن أخت زوجة الهاشمي، في تحصيل إجازة سياقة قبل نصف قرن من الزمان !!) أو إستهداف عجلة همفي طايحة حظ ، تقلّ بضعة جنود مرتزقة يتأملون دوماً بصور خليعة على شاشات هواتفهم!!!، ربما دفعت السعودية للهاشمي (ورقة) على وفق أسلوب إعترافات لواء الذيب، لقتل من فيها، والهاشمي عنده بناء، وتعرفون اللي يبني يحتاج ، ورقة أو أقل، أيّ شي تره ينفع !!
هل المالكي صاح أم سكران؟ أم تراه محشش بحشيشة المهدي؟ المالكي هذا وهو يتولى تأليف وإخراج وإنتاج هكذا مسرحية بائسة لا يصدقها إلا مطي إبن مطي ،من أمثال الروافض الذين أخذوا يبدون آراءهم على الفضائيات ويصدرون الأحكام قبل أن يتم إلقاء القبض على الهاشمي وقبل الشروع بالتحقيقات، روافض أبديون يتناسون مضمون ما يجيدون تكراره على البشرية، كالببغاوات، وأعني تلك المقولة الهوائية عن أنّ المسافة بين الحق والباطل هي كالمسافة بين العين والأذن،أو ربما بين الترّ والفرّ، من يعرف؟ ما نفع أن يكرر المرء هذه المقولة ولا يعمل بمضمونها طالما المتهم هو من (الجهة الأخرى/ الطرف المقابل/ الآخر) وأحلاها هي تلك عن
" الآخر"، التي يكررها مثقفوهم الباثيتيكيون، على أساس شلون قنادر عتيكَه همّه، يعني همّه الريفرينس، وإحنه، ...الآخر !!، لكن مناف الناجي الذي يشاطرهم البطاقة التموينية وفراش الزوجية وحتى كرسي الحوش كما ظهر بالتسجيلات تلك، مناف الناجي ذاك ليس (آخر) ، هو (من حبال المضيف) ، وبين الأحباب، تسقط الآداب وتسقط اللبسان !... أعود فأقول، المالكي هذا، وهو يؤلف هكذا مسرحية منهكة القوى، هو زمال مهما مكر وإستمكر، ومن هم من حزبه وبطانته هم من الزمايل الذين لا يتعظون، نظروا إلى مصائر من سبقوهم فما اتعظوا، واقترفوا ما اقترفه من سبقهم فهل هناك إثبات للزماللوغية أكثر من هذا؟ ودعك بعد كل هذا الكلام من أية نقاشات حول دهاء منسوب إليه أو تمكن من العراق، فهذا البلد يصعب الإمساك به على خلاف ظن الطغاة المتحكمين، ليس فقط بفعل وجود حفنة من الأشراف فيه لا زالوا وما مالوا، بل بفعل كونه مركز أحداث العالم طيلة تاريخ طاعن بالقدم ولما هو مقبل كما يبدو، أمره لا يخص أهله وحدهم ، بل دول الجوار كلها، وبنصف قطر يتجاوز عمق المنطقة العربية ، لذا نقول، يمضون وتبقى مشيئة الله في أرضه، فهو الوارث ،لا غيره.
سالفة الهاشمي هذه هي درس قبل أن تكون مسألة خلاف وافتراء وطائفية ودجل إعلامي دعوَجي مكشوف العورة ، هي درس لكل المفرطين بالإستبشار، لكلّ من يلذ لهم ، ويتيييب لهم ،أن يقشمروا أنفسهم ويحلموا بوجود النفق ذي الضياء الخافت في مصرانه الأعور ، ولكل الحالمين في عزّ النهار، ولكلّ من يصدق بأن الضباع تترك شيئاً للنسور القمّامة أو يؤمنون بوجود " ووندر لاند" ، و وجود صداقات بين الخراف والذئاب، حتى لو كان ذلك في عالم الماتركس أو في صفحات فيسبووك، هي درس لكل عراقي إنتهازي يفكر بمشاركة هؤلاء السفلة الأنذال بمسرحياتهم، سنياً كان أم شيعياً، مسيحياً كان أم مسلماً، كردياً كان أم عربياً، مَن يضع يده بيد الخونة هؤلاء يتحمل مسئولية ذلك وحده ، فالأرض التي خبثت وخبث أهلها لا يخرج رزقها إلا نكداً، ونبتة الحنظل لا يمكن أن تطرح شماماً ولو سقيتها بعسل الجبل الأسود .
نراكم في الإنتخابات المقبلة يا عراقيين، من كل لون ، لنرى، هل تعلّم البعير من الدرس القاسي ذي السنوات الصعبة هذه، أم تراه ينوي البقاء على التل، يشتهي الربيع العربي في عزّ تموز العراقي ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق