الطالبيّون ومقاتلهم الحقيقية
ليس هناك أمّة أحوج لمراجعة تاريخها وتمحيص رواياته من أمّة الروافض ، عرباً كانوا أم فارسيّين،نظراً لما تمخضت عنه آليات الفهم الزماليّة هذه من فرط كراهية وبغض وتكفير، لكل من لا يشاركهم معتقدهم الفاسد ، ونظراً لجنوحهم إلى تسليم أمورهم للمعممين السايكوباثيين إلى درجة تنفيذ أوامرهم وفتاواهم القاضية بقتل الخصوم الفكريين وحرقهم بالنار وبكل برودة أعصاب ، فهذه الملة تفهم الدنيا بالمقلوب بفعل فهمها للدين بالمقلوب ، لذا ترونها تتصرف في كل شأن بالمقلوب ، وأنا أرى أن لا علاج ينفع معها ما لم يتم إجتثاث هذا النمط التفكيري من رءوسهم وتحطيم صورة الصنم في عقولهم، وهو ما أنوي فعله هنا متجرّئاً على سادة ساداتهم ، إذ بخلاف ذلك لن يتقدم الإسلام أبداً بل سيبقى ديناً للمتخلفين والمنحرفين جنسياً والمبغضين لكل حضارة أخرى، وسيشهد العالم المزيد من صراع الحضارات إثر مخططات المنحرفين من أصحاب العمامات البيضاء والسوداء في قم وطهران . تأملوا معي القصة التي تحكي عن مجيء عقيل بن أبي طالب إلى عليّ وهو آنذاك خليفة المسلمين الرابع، وكيف قام الخليفة الذي يسمّونه ب(المعصوم) ، بوضع جمرة من نار في كف أخيه الضرير عندما طلب منه بعض المال من بيت مال المسلمين . يردد المهووسون من الشيعة هذه الرواية بإنتشاء إيروسي مفرط ، أحسب أنّ واحدهم يعاني من فرط الإنتصاب وهو يحكي لك هذه الرواية متباهياً بحكمة إمامه الذي لا يخطيء ، كيف تصرف بمنتهى العدل مع أخيه فأحرق كفه بدل أن يعطيه ،ترى، ما ضرّه لو منح أخاه بعض ما سأل، ولو بالحد الأدنى؟
وبمراجعة بسيطة لهذه الواقعة التي يتمشدق بها الروافض ، وإنقاد لها من ورائهم الكثير من أهل السنة لسبب بسيط ( غير السبب المعروف عن إحترامهم المفرط لعلي بن أبي طالب) ،هو أنهم هم الآخرون، يرون علياً كما يراه الروافض، فوق ما تتحمله طبيعته البشرية ، وكان الرجل قد ردّ بعبارة ذكية على أحد أولئك المغالين الذين ينفشون الروايات ويحيلون أبطالها لقديسين لا شهوة لديهم ولا نوازع بشرية حتى يكاد المستمع إليهم يتصوّر أنّ إمامهم لو كان بدل نبي الله آدم لما أصغى لإبليس، ولو أنّه كان في محل النبي موسى لما سأل الرجل الصالح عن أيّ من تلك الإحداثات الثلاث المذكورة بسورة الكهف ،الروافض يرون علياً أشرف وأعقل وأشدّ حكمة من كل الأنبياء، وهذه الجزئية وحدها كافية و وافية لتعقيمهم جنسياً و وضع حَجْر فكري عليهم ، ومنعهم من التصرف بأموالهم ، وحرمانهم من تربية أبنائهم وبناتهم، قصراً للضرر وإجهاضاً لتكرار النموذج الرافضي اللعين الذي أهلك الحرث والنسل وسيتسبب بمواجهة بين الحضارات والأديان، بدءاً من طهران ومهران وأصفهان، وكل مدينة خايسة تسكن فيها رمّة إنسان، خرياناً كان إسمه أو زربان ... لقد ردّ علي بن أبي طالب على أحد الكذابين من أجداد روافض اليوم فقال له بعد أن سمعه يمدحه فيجعله فوق مقام الأنبياء :( أنا دون ما تقول و فوق ما في نفسك)، أي انه مدرك لغرض المادح الخبيث وهو يحاول الإيحاء إلى علي بن أبي طالب بأنّه ملاك أو قديس كي يقع في شرك الغرور الذي أسقط إبليس من قبله ، في حين أنّ عليّاً نفسه كان مدركاً لكونه مجرد بشر، بشر ممّن خلق، يأكل الطعام ويتغوط لا بل يصطحب الوتد معه وقت يخرج للخلاء، ليدفن ما يخرج من بطنه ، وهو عزّز الردّ ذاك بأن قال له بأنّه فوق ما في نفس المتحدث الكذاب، أي أنّ المتحدث خبيث لا إيمان له، وهو نفس حال الروافض اليوم ممّن لا إيمان لهم .
يمكن لسيناريو الواقعة أعلاه أن يتخذ الشكل النموذجي التالي، فهو متأسّس على تبادلات الروافض الكلامية، (مَولاي) و (بَولاي) وبقية التعابير الفارسيّة المتكلفة التي ما أنزل الله بها من سلطان ولا هي من لسان العرب أصحاب الأنفة والإعتداد بالنفس، هذا نموذج ممّا تجود به خيالات الروافض عن تلك الواقعة :
عقيل بن أبي طالب: مولاي أمير المؤمنين ،أعطني ممّا استخلفك الله عليه وفيه .
أمير المؤمنين : أتريد أن أزيدك فوق عطاء بقية المسلمين يا عقيل ؟
عقيل بن أبي طالب: ولم لا يا أخي ؟ الم يلدنا أبو طالب من نفس بطن فاطمة بنت أسد، أمْ تراك ولدت من أمّ حرّة فاستحققت كل الخير، وأنا ولدتني أمة من إماء أبينا فكتبت بذلك عليّ الذلة والمسكنة الإسرائيليتين ؟ ألا ترى عاهتي ؟ألا تقدّر حاجتي؟
أمير المؤمنين : لا تثريب عليك يا أخي و ابن أبي ، تقرّب منّي ومدّ كفك لأعطيك ..
عقيل بن أبي طالب( يتقرب ويمد يده بكف مفتوحة، فيتلقى جمرة من نار ألقاها أخوه في كفه)، فيصرخ: آآآآآه ، ما هذا يا أبا الحسنين؟ هل رميت جمرة النار في يدي حقاً، بدلاً من دسّ بعض الدراهم لتعينني على بعض أمري كما طلبت وتوسمت منك ؟
أمير المؤمنين: نعم، كي يكون هذا درساً لك ولكل مسلم من بعدك، ليس لك فوق عطائي شيء، إن رضيت واقتنعت فذاك أحوط لنفسك، وإلا، فلا مقام لك عندي.
عقيل بن أبي طالب: رحم الله والديك ورضي عنك يا أمير المؤمنين يا زوج بنت رسول الله و خليقته الأوحد والضرورة ، لا تفتأ تعظنا ولسبل العدل تهدينا، كنت بأمسّ الحاجة لهذه الجمرة كي أستعيد صوابي وأسترد عقلي، رضي الله عنك و أرضاك يا زوج بنت رسول الله و وليد الكعبة وصاحب تعداد سبعة وخمسين في العراق !
لكن السيناريو الحقيقي الذي يطيب للعقل وللمنطق تقبله، يختلف كل الإختلاف عن هذه القصة الخيالية التي تشابه بأسلوبها الخيالي قصة قطر الندى والأقزام السبعة ، ما رأيكم بهذا السيناريو البديل؟
عقيل بن أبي طالب : مولاي أمير المؤمنين ،أنطيني من بيت المال ، شويّه اتقي الله بينه إحنه العميان، إي مو إحنه هَمْ من الأقربين بالمعروف، وهَمْ من جماعة معوّقي قادسية أبا الحسنين ،معركة بطيز معركة ما شاء الله، من الجمل لصفين للنهروان، لا مدرسة بنيت ولا جسر سوّيت ! يعني دا تشوف إنهو آني إمدومن عالصوبين فلويشن ما تنطيني !..
أمير المؤمنين : شنو يابه؟ إتريد مني كَريشات؟ على أي أساس يابه وإنته تصلي ورايه ، بس تتعشى عد معاويه، وﭽماله تسولف بيهه كَدام الرايح والجاي وفد يوم أشوفهه بالسبتايتل مال قناة بني أميّه ؟!
عقيل بن أبي طالب: إي ولك مداتشوف آني أعمى والمازدات مالتي متشتغل ؟ يعني هم قدر الله، و هم حمبليتك هاي؟ مو راح إتكفرني بقاموس المورد ! شتريدني أوَكل جَهالي ؟ حَوْ؟؟ شتريدني أشتغل وآني ما أشوف ؟ أفيلس الولفات لو أشك خرز بالسِبَح ؟ لو أروف بناطيل كاوبوي بالميدان ، لو أشتغل قناص عد حزب اللات مال الزمال حسن نصر اللات ؟ إمنين ما أشوفك، إتريدني أشتغل مبرمج فوتوشوب على ﭙوسترات حملاتكم الإنتخابيّة ، إنته و معاوية؟ هسّه شويّه دبحبحهه عاد ، مو ذبحتنه والله! إي هيّه إشكم درهم ردتهن منك، قابل طلبت الخمس كلّه؟
أمير المؤمنين : يابه دِيَللّه، أشو تعال هنا ومد إيديناتك دا أنطيك وأخلص من الملحّة مالتك هاي ..
عقيل بن أبي طالب يتقرب للأمام ويمد يده بكف مفتوحة والبسمة على وجهه، فيفاجأ بجمرة من نار ألقاها أخوه في كفه ، فيصرخ: آآآآي ، خره بالحياة الحرّه الكريمه، لك هاي إشسوّيت؟ إتذب جمره بيدي؟ هاي كلهه ﭼيف آني ضعيف وما أكَدر أشوف ولا أكَدر أدافع عن نفسي؟ لا يا ظالم لا يا عديم الرحمة ..
أمير المؤمنين: إي ،أذب جمره إبﭽفك وﭽف اللي خلفوك همّاتين، أخاف ما يعجبك.. لعد تريد إتشوّه سمعتي وتطلعني مو خوش آدمي بين الناس؟
عقيل بن أبي طالب: لا رحم الله والديك ولا رضي عنك يا غثيث، ولك إمسوّي نفسك عادل مثل عمر إبراسي ؟ إي ولك إنته يجيك الخمس من غير شغل ولا عمل، و عندك سراري وجواري من خوزستان وهراري، تطوف عليهن بالليل، عيني عينك، وما تعرف حتى أسمائهن، و ولدك ألله إيسلمهم واكَعين دك نتف بالكَحاب بنات كسرى الكَوّاد، و تجي إنته تسوّي نفسك عفيف براسي ؟ ، لك من دبش إذا راح إتأسّس دولة أو تبني حضارة مدينيّة إبهالعقليّة . آني رايح أضمد إيدي وأطلع إبوجهي كَبل على معاوية ، بس ما أكَلّك إلا ، ألله لا ينطيك إي والله ، ألف عدو خوارده مثل معاوية ولا أخ يابس مثلك ، ألله كريم، تروح من ألله وين؟
السؤال هنا هو: معتمداً على أيّ نص شرعي أو إنساني ألقى عليّ الجمرة في يد أخيه الأعمى؟ هل هذا من العدل ؟هل هذا من الإنسانية والرحمة؟ هل سيؤجره الله على ذلك كما يحسب؟ أليس هذا هو التشدد بعينه؟ أليس للضرير والعاجز والمعاق حق بطلب ما يعينهم على حياتهم ؟ و إن كان أحد المسلمين أتى رسول الله (ص) عقب إحدى الغزوات كما نعرف، طالباً منه زيادة العطاء فمنحه الرسول ما أراد و زاد له أكثر من حصة بقيّة المقاتلين ، وهو لم يكن ضريراً كعقيل، فهل أنّ عليّاً كان يرى نفسه أكثر حكمةً وأشد إلتزاماً من إبن عمّه الرسول الكريم كي يتصرف هكذا؟
هو سؤال موجّه لذوي النهى ، للأوادم تحديداً، ليس للمطايا أولاد المطايا الذين لهم أعين ولكنهم لا يرون بها، ولهم آذان لكنهم لا يسمعون بها، ولهم أفواه لكنهم يمضرطون من خلالها.. لعنهم الله وحرّم عليهم رائحة الجنة، زناة بإسم المتعة، منافقون تحت مسمى التقية، خونة للوطن بإسم التقليد خلف معممي إيران، قاذفون بحق عرض رسول الله بإسم محبة آل البيت ومعركة الجمل ، فاقدون للوطنية معارضون دوماً لكل نظام بحجة حق الإمامة ، متجرءون على صفات الله تعالى بإسم البداء ، ناقضون لمصداقية القرآن بحجة وجود ﭙي دي إف إسمه قرآن فاطمة ، مكفرون لصحابة رسول الله بإسم (فدك)، متواطئون مع كلّ غاز وصائل أجنبي يتهدد الإسلام، فهل هناك ، مع كل هذه التجاوزات الكفريّة والشركيّة من جانبهم، هل هناك ملّة أكثر تدميراً للإسلام منهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق