مصيبة العراق
أو
" عندما تحاضر البربوك في كل شيء، من الدين والتاريخ والأخلاق إلى تحضير العروك "
قديماً قالوا.." آخر الكَواده ، عباده" ، لتوضيح جنوح غالبية العصاة والجفاة مع ربهم ،للعودة في نهاية سني أعمارهم والميل للتوبة وتحسين مسيرتهم مع خالقهم، و فاتهم أن يقولوا ( آخر شغل الإذاعة ، رقاعة و وضاعة) ، ربما فاتهم أن ينتبهوا لحال ميسون البياتي، المذيعة السابقة التي أكل عليها الدهر وشرب، ومن ثم ... زرب!!
ميسون البياتي، المذيعة ذات الوجه الشمعي والإبتسامة الإصطناعية ،و التي أخذت حصتها من العمل في إعلام صدام حسين طيلة سنين القادسية الثانية جنباً إلى جنب مع جمعية صديقات الضباط المزمنات ، مديحة معارج وخمائل محسن وبقية الشلّة المنفلتة، ميسون هذه (إنخرطت) في سلكهن الشائك والشائن، وخاضت كالذي خاضوا وخضن فيه، ويحفظ العراقيون لسعاد عبد الله مقولتها الشهيرة عن كادر الفنانات ومذيعات الإذاعة والتلفزيون ( حتى الطير اللي إيوكر على تيغة الإذاعة هماتينه …. “ كملوها انتو “ ) !! رحم الله أيام الصحاف ولطيف نصيف جاسم ومحظيّات لطيف نصيف، ورحم الله أيام تلفزيون الشباب الذي إستفز غيظ أمثال ميسون يوم إستثنى هذه الوجوه المستهلكة من طاقم مذيعاته كما إستثنى مصطفى العقاد وجوهاً مستهلكة كوجه فريد شوقي ومحمود المليجي وتوفيق الدقن من طاقم فلم "الرسالة" ، ليضمن نجاح الفلم ، فكذا فعل تلفزيون الشباب و أبدل هاته المذيعات بأخَرٍ طريّات غير يابسات، وإن كنّ لا يختلفن عن سابقاتهن المستهلكات من حيث التهافت على مكاسب الحياة الدنيا الوضيعة والتزلف لكل مسئول ، وكم شهدنا من هذه النماذج المتهافتة والمتكالبة على أمور الدنيا، في ركض وحوش لا نهاية له ولا شبع ينتهي إليه و به. اليوم ، نحن نشهد ميسون تتخذ قناعاً جديداً وهي تحاضر فينا وتعلمنا أصول الحكمة والمنطق والشرف والعفاف، وتحكم على رجال العصور الإسلامية المتقدمة ، بعد أن (ردحت) لمدة طويلة كمذيعة تبث علينا برامج نظام صدام حسين، ومن ثم إنقلبت لتعمل كبوق إعلامي " علماني" جماعي، وأعني بصفة الجماعية هذه كونها تروّج لكل ما من شأنه أن يستهدف صدام حسين والعروبة، والتراث الإسلامي... كل التراث الإسلامي والعربي، إلا أمور الروافض، فهي في مقالتها الموسومة ( الصلاة ببدلة الرقص) تستهدف جملة مسميات وقيم لا رابط بينها إلا في عقلية الروافض، قيم ومسميّات تتراوح بين، ولكنها غير مقتصرة على:
1. فتاوى الأزهر المثيرة للجدل ، وبالذات فتاوى علي جمعه التي أوردَتها هنا.
2. التراث العربي بشكل عام
3. واقعة السقيفة ومسيرة عثمان بن عفان أيام خلافته
4. الأمويين وتاريخهم
5. زوجات الرسول، أو(أمهات المؤمنين)، هكذا، بأقواس التهكم التي أوردتها هي، البربوك العلمانية هذه !
6. صدام حسين، وليّ نعمتها ، ربما لا تستطيع أن تنسب المظلوميّة لحالها في عهده فقد (غرفت) كما غرفت أخريات غيرها في عهده، هل يحق لهذه الفئة بالذات أن تنتقده؟ هل يحق لهم؟
وعلى قاعدة (من فمك أدينك) أتخير عبارة من عباراتها، تعيب فيها على علي جمعة أن يغادر حاجات مجتمعه المصري وإرهاصاته التي يلزمها الكثير من التدبر والفتاوى السليمة، ليخوض في أمور لا نفع منها ولا منطقية فيها، تخص مجتمعاً باد زمانه ، وأسألها، هل مشكلتها كعراقية مهاجرة هي ما يفتي به مفتي مصر أم ما يدور في العراق تحت أسماع السيستاني والفستاني، ولا تسمع لهم رأياً أو قولاً ؟ خشب مسندة، لا صوت لها، وسط كل الظلم والقتل وجرائم المحتلين وذيولهم الإيرانية.. هل يهم العراقيين فتاوى الصلاة ببدلة الرقص أو التبرك ببول الرسول، وقصص من قتل عثمان وكيف إنتقم الأمويون من محمد بن أبي بكر، وبقية أحداث التاريخ التي تورم قلب العراق من أثرها دوناً عن كل بلاد العرب والفرنجة حتى، أم يهمهم أن تنطق عمامات شطرنجية سوداء وبيضاء ، لتبدي رأيها الصريح في كل الفوضى والظلم والفساد الذي يعصف بالبلد منذ ثمان سنوات ؟ وكله هو من صلب واجبات حوزة صامتة تتبعها ميسون البياتي وعباس البياتي، فهل غادر الشعراء من متردّم؟
ميسون (صِفتْ) بأوكلاند، نيوزيلاند، على كَولة العراقيين والله و صِفت للبرابيك هالأوكلاند هاي، ولو أنني تقدمت إلى سلطات نيوزيلاند بطلب اللجوء أو حتى الزيارة المؤقتة لما سمحوا لي ، فهم لا يتقبلون إلا أمثال ميسون ، وهم لا يستطيعون الجمع بين أمثالي وأمثال ميسون البياتي في إناء واحد ،ميسون، إبنة أخ عبد الوهاب البياتي طايح الحظ ذاك ذي الطلاسم العجمية التي يسميها أقاربه.. شعراً ! إبنة عم عبد الوهاب البياتي إذن، ومن شابه عمّه، ما ظلم ! لأمثال هذه الفلتة، تفتح نيوزيلاند أبوابها وشبابيكها،....ﭽننننننننننننننننص، على كَولة فوزي مهدي !
صِفتْ بأوكلاند هالبياتية التبياتيّة هذه إذن ، وتراكمت عليها الأوجاع والعوارض كما ذكرَت هي بمقالة سابقة، تورّمات وتوجّعات و فرط ضغط مقرون بفرط ضرط، يبدو أن ما تجمعه البرابيك ليس مقدراً له أن يعالج أعراض الشيخوخة مهما طال أمد الخدمة وزاد عطاء وزراء الإعلام ، فكذا هو حال فنانات هولي - ووديّات شهيرات طفحت بأخبارهنّ الصحف، وصل بهن الحال إلى حد الإستجداء أو سرقة الجوارب والمعلبات في الأسواق، فما بالك بمذيعة، لا طلعت ولا نزلت؟
مصيبة المذيعات أمثال ميسون البياتي هي أن الحياة تولّد وتنتج الكثير من الوجوه الجميلة والقامات الحسنة دوماً، وهناك دائماً الكثير الكثير من الدماء الجديدة، فتكون النتيجة هي فعاليات إزاحة مستمرة ، صفحات جديدة تقلب ما سبقنها من صفحات بالية وتحيلها للريسايكل بِن، وهذا ما يصعب علاجه أو التحوّط له، هذه هي مصيبتها كما أرى ، أما مصيبة العراق فهي في أمثال هذه المتفيهقة التي لا تجيد اللغة العربية وتستخدم المفعول به في محل الفاعل كما في مقالتها الأخيرة وهي تنصب (علي) بدل رفعه ... أمثال ميسون البياتي هذه أصبحن في زمن العولمة هذا واعظات يصدّرن أفكار الحوزة للعالم تحت ستار العلمانيّة ،لكنها تلك العلمانية التي نبهنا إليها، ليست علمانية فصل الدين عن الدولة بل علمانية محاربة الدين بكل وسيلة ممكنة، تذكرني بأسلوبها في التهجم على المسميات الإسلامية بالدكتور محمد حسين علي، ينكر وجود الله ويدافع عن فضائل عليّ وتراثه، وعندما تناقشه بعدم منطقية الإيمان بعلي بن أبي طالب ما لم يكن ذلك تحت خيمة الإيمان بوجود الله، ينبري لك مطالباً بدليل يسميه ( الدليل الإبستمولوجي) ، دليل مستمد من موروث ومسميات علم الفلسفة، يناقش بالباطل منها ليدحض به الحق، ويختبر الله بعلوم الفلسفة ! ...وسبحان مغيّر الأحوال مع ميسون البياتي، فمن موضوعة محددة ومستقلة بذاتها هي فتوى علي جمعة بجواز التبرك ببول الرسول ونخامته ( وهي فتوى ممجوجة حقاً ، لكن تناولات ميسون البياتي لهذه الفتوى ولتلك عن جواز الصلاة ببدلة الرقص كانت مجرد مدخل لما هو أكبر كما سترون ، فنحن إزاء ناشطة من ناشطي الباطنية ودولة الحشاشين التي أبادها صلاح الدين وأحياها حافظ الأسد ، وهي ثقافة الرفض حيث المسميات تعني خلاف المقصود، والأهداف تستتر عن عيون غالبية المتلقين الغافلين، ويا غافلين، إلكم ألله !!)، من تلك الجزئية عن فتاوى مثيرة للجدل وللعبان النفس ، إلى همز ولمز بتراث العربية ، وبزوجات الرسول وصحابته، وبخلفائه ( كلهم إلا عليّ ،كلهم إلا علي، ومتى ما عرف السبب، بطل العجب). هؤلاء العلمانيون الشجعان في كل مجال، يصبحون أجبن من إسماعيل يس في أمور نقد الرفض والروافض، وفي تناول تجاوزات علي بن أبي طالب على الشرع وعلى حرمة دماء المسلمين، وفي نقد جرائم خميني وخامنئي، لا تجد أحداً منهم يتقرب من جرائم الدولة الإسلامية الإيرانية، فعلمانيتهم هي (علمانية إنتقائية) و تنورهم هو (عمىً إختياري)، ومجافاتهم لمقاربة نظام الملالي بإيران هو ( تجنب من باب التحوط والحرص) في أحسن أحواله ، ما لم يكن عمالة مأجورة كعمالة قريبها عباس البياتي ، صرصار البرلمان العراقي! كذا جاءت مقالتها ومن ثم جاء ختامها ليمسّ موضوع كتاب منسوب لروبرت فسك ، يتحدث عن (إستشهاد) صدام حسين، إستفز عنوانه هذا المذيعة الثمانينية التي أرضعها صدام من لبنه أنهرا، وحملها في بطن رعايته أشهرا، فما تراه يكون لسان من لم تسنح له فرصة للعمل في كنف القيادة مثلها؟ سؤالي هنا هو، كيف توصلت في بحر صفحة لا أكثر، من فتوى مفتي مصر تلك إلى التعريض بإنشقاق المسلمين وتحديد من المتسبب فيه، إلى موضوعة عنوان كتاب منسوب لروبرت فسك يتحدث عن إستشهاد صدام حسين؟ أين الرباط؟ أين الكَاردن؟
أنت تقرأ المقالة وتتلمس نوايا الكاتبة التي تدرس الدكتوراه في نهايات سني خصوبتها ، وتنتابك حسرات مريرة، كيف تتلون هاته المنافقات وأولئك المنافقون، وكيف يُداهِنّ وكيف يداهنون، وكيف يَجدون ويَجدنَ من يتقبل منهم نفاقهم ونفاقهنّ طيلة عمر السلطة تلك، فبضاعتهم تستدر أطماع الشارين، دايماً ، على كَولة عادل إمام!!
أعتب على عهد صدام حسين، وعلى كل رجال الحزب والدولة ، طيلة وقته الطويل ذاك، على تقريب برابيك رخيصات كهذه وفرضها على مرائينا طيلة ثلاثة عقود ونيف ، أعتب على وزير إعلام وعلى مدير للإذاعة والتلفزيون، تقبلا من ميسون بضاعتها الخايسة وإشترياها منها مقابل وظيفة جعلتها تطلّ علينا وقت العشاء من كل ليلة، لتقرف مناظرنا وأسماعنا طيلة سنين طويلة ، لا قناة إلا تلك القناة ، ولا وجوه سوى تلك الوجوه، وجوه رخيصة مستهلكة، لا ترضى بأن تغادرنا، وها هي تصرّ على البقاء في منصب البث والإذاعة في إستمرارية معاندة، لأيّ كان طالما يدفع الثمن، سواء أكان ذلك بالتومان أو بالدولار.. فهي إن لم تكن ممّن يكتبون بقوة التومان، فهي ممّن يجدون قوة الدفع بوحي مصدريته، قم وطهران، سود الله وجوه ساكنيها، وإلا فما معنى إيراد قضايا إنشقاق المسلمين وصراع علي ومعاوية في موضوع إبتدأ بفتاوى غير منطقية وإنتهى بعنوان كتاب عن صدام حسين؟ إنها تسلك نفس سلوك المشعوذ الأعجمي المتسمي (أبو علي الشيطاني) أو الشيباني كما يسمي نفسه، نجم القنوات اللبنانية ومن ثم قناة الفرات أو الفيحاء ، وهو يدس لمشاهديه مواضيع الروافض ضمن تنبؤاته وتوصيفاته الدجلية لجهلة يتكلفون عناء الإتصال به مقابل ثلاثمائة دولار، لمعرفة متى سيحين أوان رزقهم ، ومَن سحرهم وحسدهم، أو من تسبب لقضبانهم بالإرتخاء السرمدي !!.
أدناه نص الإبداع الميسوني الماسوني، مع ملاحظات باللون الأزرق والهايلايت الأصفر على بعض عباراتها المميزه .....
عثرت على فضيحة ثقافية كبيرة بجميع المقاييس أنوي إضحاككم بالكتابة عنها , ولكني سأبدأ الحديث أولاً بإستعراض بعض الفتاوى
التي صدرت في مصر خلال السنوات الأخيرة والتي أثارت زوابع من التهريج على الإسلام والمسلمين حول العالم .
ذات يوم أفتى الشيخ العلامة الدكتور على جمعة مفتي مصر بجواز صلاة المرأة ببدلة الرقص وذلك من مبدأ العمل بمقولة ( ساعة لربك
وساعة لقلبك ) وأحيانا تكون الساعتان متلاصقتان أو تأتي الواحدة منهما داخل الأخرى , لذلك يصعب إعطاء كل ساعة حقها من الشروط
, وعليه يتم الجواز أو تتم الإباحة من باب ( الضرورات تبيح المحظورات ) وهكذا جاز للراقصة أن تصلي ( إذا كانت تصلي أصلاً ! )
بملابس الشغل ... بركة يا جامع .
يعني ممكن الآن الرقاصة لما يكون عندها إستراحة بين وصلتين رقص .. تدخل تصلي من غير ما تنزعج بتبديل ملابس الشغل مرتين
علشان ترجع بعدين تكمل رقصتها ,,, شفتوا الإسلام كم هو دين سماح ووسع صدر !! يا سلام ويا سلام .
أهل الجزائر ( بلد المليون شهيد ) وبعد فضيحة كرة القدم الأخيرة بينهم وبين المصريين , أصبح بعضهم يسمي مصر ( بلد المليون رقاصة )
فإن صحَّت هذه الإحصائية وكانت في مصر مليون رقاصة .. فإن ذلك صدقاً يبرر للشيخ الدكتور علي جمعة إطلاق مثل هذه الفتوى ..
فهي لإفادة شريحة واسعة من المجتمع .
ولكن كما تمت إباحة الصلاة أثناء الرقص فإن جل ما أخشاه أن تكون الفتوى التاليه في هذا الباب هي إباحة الرقص أثناء الصلاة ,
خصوصا في الصلاوات كثيرة عدد الركعات حيث ستقسم الصلاة الى أجزاء تتخللها فواصل موسيقية راقصة للترفيه عن المصليات
من دون أن يكون ذلك داعياً لإبطال الصلاة أو الإخلال بشروطها .. والله أعلم .
قنبلة الفتاوي الثانية التي أطلقها الشيخ العلامة الدكتور علي جمعة مفتي مصر , في كتابه المعنون ( الدين والحياة _ الفتاوي اليومية
العصرية ) هو جواز التبرك ببول النبي ونخامته بل حتى ليقال بأن النبي كان يحتار أين يقضي حاجته الى التبرز خوفاً من أن يقوم بقية
المسلمين بأكل ما يصدر عنه . ما مصدر هذا القول؟ ربما تتوقع ووأنت تقرأ هذه العبارة الموتورة أن يكون قائلها ملحداً أو صليبياً متعنتاً كذاك المخرج الهولندي، أو صهيونياً من حزب "شاس" !
أضحكتني هذه الفتوى لسببين : الأول أنها وردت في كتاب الفتاوي اليومية العصرية الذي يفترض أن يحتوي على فتاوي تهم المصري
في واقع يومه الحالي . وليس على فتاوي في أمور إنتهت وإنقطعت منذ قرون خلت بموت النبي وإستحالة العثور ولا على قطرة لا من
بوله ولا من نخامته أو غيرها .
أما السبب الثاني فهو تساؤلي مع نفسي : من هم المسلمون الذين كانوا يتبركون ببول النبي وأشيائه الأخرى ؟ هل هم عامة
المسلمين ؟ هل هم خاصة النبي ؟ أم هن نساؤه ؟
تخصصي كباحثة تاريخية وعلمانيتي , تجعلاني لا أستطيع الركون الى حديث إو واقعة رواها فلان عن فلان عن فلان لا تدري
لأي قصد أو غرض , لكني أقرأ التاريخ من ظواهره الكبرى لأتعرف من خلالها على الأدلة الصغرى , فإن كان عامة المسلمين هم
الذين كانوا يتبركون بتلك الأشياء , فلماذا وقعت حروب الردة بعد موت النبي مباشرة وإستمرت 20 عاماً ؟ ولولا نجاح أبي بكر في
محاربة المرتدين لرأينا اليوم قبائل كثيرة من العرب ما زالت تعبد الأصنام حتى داخل مكة نفسها . فهل الردة , دليل على أخلاقية
ناس كانوا يتبركون بالبول ؟ نعم ،لأنّ من يتبرك بالبول وبنخامة النبي هو الأجدر أن يقصر إسلامه وزكاته بالذات على شخص النبي لا غيره، فهذه (فتشية) لا يلجأ إليها عاقل سويّ التفكير، ولا مسلم يعرف أنّ الرسول (ص) هو بشر له دور التبليغ، نذير وبشير، لا أكثر، هذه التصرفات يمكن أن تصدر من المرتدين لأنهم لم يفهموا الإسلام إلا على أساس كونه ( محمديّة) مرتبطة ومقتصرة على شخص النبي نفسه، وهو ما دفعوا به عندما قال قائلهم أنهم كانوا يدفعون الزكاة للنبي فما بال أبو بكر يطلبها منهم ولماذا ينبغي عليهم أن يستمروا بدفعها له، حسب منطقهم؟!!
أما إذا كان خاصة المسلمين هم الذين كانوا يتبركون بتلك الأشياء فتعالوا نستعرض أخص هؤلاء الخاصة : جنازة النبي لم تدفن بعد
وحصل إجتماع السقيفة .
فاز بخلافة النبي صديقه الصدوق أبو بكر والد زوجته الصغرى الأثيرة لديه عائشة . بموته ترشح والد حفصة الذي كان يدعوا النبي
ربه أن يعز الإسلام به . بمقتل عمر عرضت الخلافة على علي ومعها سؤال : لو واجهتك مشكلة يا علي فهل ستلتزم نهج النبي وما
إلتزم به الخليفتان قبلك ؟ الرجل ولإدراكه أن الحياة في تبدل ولن يصح اليوم ماكان صحيحاً بالأمس قال : لا لن ألتزم وسأعمل بعقلي .
هذا تلاعب خبيث بنص الكلام الأصلي، فهو رفض أن يسير على مسيرة الشيخين، وهذه تعني أموراً كثيرة، فهو نقل الخلافة من المدينة المنورة إلى الكوفة من دون سند شرعي يبرر له ذلك ، وفي هذه وحدها خروج عن سيرة النبي نفسه وليس سيرة الشيخين فحسب ، الرجل كان يعمل برأيه الشخصي ، مثل إجتهاده بجلد زان نحيف البنية برزمة سياط لمرة واحدة ،بدل السوط الواحد ثمانين مرة .
حين عرض السؤال نفسه بعد ذلك على عثمان قال : نعم سألتزم . وهكذا فاز بكرسي الخلافة الثالث , وعثمان إضافة لكونه
( ذي النورين ) فإن محبة محمد له جعلته لا يكتفي بهذه المصاهرة معه .. بل تعداها محمد الى الزواج من ( أم حبيبة –
رملة بنت أبو سفيان ) ( هل تزوجها بسبب محبته لعثمان حقاً ) وهي بنت ( صفية بنت العاص ) عمة عثمان وزوجة أبو سفيان ,
بمعنى أن معاوية بن أبي سفيان
هو الآخر متصاهر مع محمد في هذه الزيجة التي جهزها النجاشي ملك الحبشة لأن أم حبيبة كانت تعيش في الحبشة يوم عرض
عليها النبي الزواج . وحين جاءت العروس الى مكة محملة بكنوز ملك الحبشة فهي لم تضع الكنوز في حسابها في البنك ,
لكن زوجها ( من هو زوجها؟ هل المقصود محمد نفسه؟ سبق لأحدهم أن إعتبر تولية عمر لمعاوية على الشام بمثابة تقوية متعمدة وإستباق لما سيحصل من مواجهة بين معاوية وعلي بن أبي طالب!! هذه تنظيرات لا يتقبلها العقل، فهي محاولات يائسة لتبرير غلبة معاوية وجيشه لاحقاً في صفين ، يبدو أن مسألة فشل الإمام علي في صفين تؤرق منام هؤلاء الروافض، وغدا قد يطلع علينا أحدهم بتشكيك بمعاني الآية الكريمة " كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي" أو بمعاني " إلا إنّ حزب الله هم الغالبون" أو الأخرى " إننا لننصر رسلنا في الحياة الدنيا " !!)) إستفاد من ذلك المال بطريقة أو أخرى ترتب لمعاوية حقاً معلوماً للفوز
بمقعد خلافة النبي فيما بعد.
حين إندلع خلاف عرب العراق ضد عثمان , لم يتمكن عثمان من لجم ذلك الخلاف بالطريقة التي كان سيفعلها النبي أو الخليفتان
.. بل تصرف من عقله وحل نفسه مما ألزمها به وكانت هذه هي نقطة الخلاف الوحيدة بين عثمان وعلي , وحين عم التمرد الى
الشام ومنها وصل الى مصر , إنتهت الحكاية بقتل عثمان .
بمقتل عثمان أصبح علياً ( بل هي " عليٌ" وليس علياً) إبن عم النبي وزوج إبنته فاطمة الخليفة الرابع , لكن مقتل عثمان وهو من بني
أمية التي ينتسب إليها معاوية
.. إضافة الى رغبة معاوية في تولي الخلافة بالسرعة الممكنة .. إضافة الى أنه ومنذ عهد عثمان( بل هو والي الشام منذ عهد الخليفة عمر)
كان والياً على الشام , كل هذه الأسباب
جعلته ينشق عن طاعة خليفة المسلمين , ذلك الإنشقاق الذي لم يزل المسلمون يدفعون ثمنه حتى اليوم ( المسلمون يدفعون ثمن الإنشقاق الذي سببه علي بن أبي طالب بسبب إصراره هو وأبناؤه وأحفاده من بعده ،على تولي الخلافة رغم عدم إمتلاكهم لأية أكثرية تدعم مطلبهم في كل وقت من تلك الأوقات ).
وسؤالنا الى الشيخ العلامة الدكتور علي جمعة : أي واحد من خاصة النبي هؤلاء كان يتبرك بأشياء النبي سالفة الذكر؟ ( ما علاقة
تلك الفتوى بهذا التسلسل التاريخي؟ ما علاقة الماراثون بالدولمه؟)
أم القصد أن زوجات النبي هن اللواتي كانت تحل عليهن تلك البركة ؟ إذن دعوني أحكي لكم هذه الحكاية لنتعرف بها على نوعية
الأخلاقيات التي كانت سائدة بين ( أمهات المؤمنين ) : المعروف أن ( محمد بن أبو بكر ) و ( عمار بن ياسر ) هما اللذان قاما
بقتل عثمان لا طعناً بالسيوف أو الرماح أو الخناجر , ولكن بأسياخ من حديد وجداها موضوعة في المكان لا تدري لأي غرض
. بعد موت عثمان قتل عمار بن ياسر في معركة صفين في جيش علي وضد معاوية .
ثم لاحق بنو أمية محمد بن أبي بكر الى مصر التي كان والياً عليها أيام خلافة علي , وحين ظفروا به ربطوه بجلد حمار لأن هذا الجلد
عصي على الحرق , ثم أشعلوا ناراً وشووه عليها . والى هنا والحكاية حكاية خصومات سياسية وعشائرية , ولكن تعالوا نذهب الى
الجانب الآخر لنشاهد ماالذي وقع بين أرملات النبي .
رملة بنت أبو سفيان وهي من بني أمية , هي ضرة عائشة أخت محمد بن أبو بكر قاتل عثمان , وبينهن إضافة لعداوة العائلتين ,
عداوة الضرتين . أمرت رملة بنت أبو سفيان بكبش , وتم شواؤه ثم بعثت به الى عائشة وقالت : ((هكذا قد شوي أخوك )) . فلم
تأكل عائشة الشواء بعد ذلك حتى ماتت .
لو وقع هذا الفعل بين ضرتين من عامة الناس لكان فعلاً يثير الإستغراب والإستهجان والتعجب . ولكن أن يقع بين أمهات المؤمنين
فذلك أدل على مكانه زوجهن الراحل في نفوسهن وعلى مكانة دينه وربه ( ما المقصود بهذا التلميح ؟), هل نساء بهذه الأخلاقيات ممن
يمكن أن يتبركن بالبول ؟
وأخيراً إنتهت فتوى التبرك بالبول الى إجبار سماحة الشيخ الدكتور المفتي من قبل ( مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر ) الى سحب
كتابه من الأسواق , وإنتهت الفتوى .
لكن الشيخ مفتي مصر لم يتوقف عن الفتوى فها هو يصرح لوكالة قدس برس من القاهرة ما نشر نصاً : (( أجاز الدكتور علي جمعة
، مفتي مصر، إجراء عملية ترقيع غشاء البكارة للنساء اللاتي فقدن عذريتهن "لأي سبب كان" ، قبل الإقدام على الزواج ، مؤكدا أن
الترقيع أمر مباح . وأكد جمعة ، لبرنامج "البيت بيتك" على القناة الثانية للتلفزيون المصري ، مساء أمس الثلاثاء ، في تفصيله لهذه
الفتوى ، أن الدين الإسلامي يدعو إلى الستر ، وإذا كان إجراء الفتاة ، التي فقدت عذريتها لأي سبب كان ، لعملية ترقيع غشاء البكارة
سيؤدي إلى سترها ، فإن الإسلام يبيح ذلك . وأضاف مفتي مصر: "على تلك الفتاة ألا تخبر خطيبها بأنها فقدت عذريتها ، كما أن الأمر
ينطبق كذلك على المرأة الزانية ، حيث لا يجوز لها أن تخبر زوجها بأنها ارتكبت جريمة الزنا . وأكد الدكتور جمعة أن ذلك الأمر يأتي
في إطار السعي للحفاظ على وحدة الأسرة ، وبهدف مساعدة الفتيات المخطئات على التوبة والزواج ، ولا يعد من قبيل الغش والخداع ))
. إنتهى
ليس لدي على هذه الفتوى غير تعقيبات صغيرة سأكتبها على شكل أسئلة تقول : أي مجتمع ذكوري زائف القيم هذا الذي تربون الناس
للعيش فيه بهكذا فتاوى ؟ بحيث يقبل الرجل على نفسه أن يُخدع طول العمر بإمرأة ( مرقوعة ) , على مواجهة حقيقة أن تلك المرأة
قد مرت بتجربة سابقة .. برضاها أو غصباً عنها ؟ وأي علاقات إنسانية تدعون الى تأسيسها تحت شعار ( الستر ) وهي في حقيقة الأمر
مبنية على التدليس ؟ ثم هل تحتاج الزانية الى فتوى لكي تكذب ؟ وهل تحتاج المرأة التي لا سبيل لها لحل مشكلتها بغير اللجوء للطبيب
.. أن تمر على المفتي لتسأله قبلها : هل إن ما سأقوم به حلال أم حرام ؟ ولو إفترضنا أن الأستاذة الدكتورة الطبيبة نوال السعداوي كانت
قد طالبت الأزهر بإستصدار فتوى مشابهة لما أفتى به الدكتور علي جمعة , أما كان مجلس الأفتاء سيفرقها عن زوجها شريف حتاتة ..
تمهيداً لإقامة الحد عليها ؟ فلماذا يكيل الأزهر بمكيالين ؟ وبعدين يا سيدنا الشيخ .. بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان ومن نجد الى
يمن الى مصر فتطوان .. كلها مليئة بالثقوب الكبيرة جدا التي تستطيع حتى التلسكوبات الفضائية رصدها من الجو والتي تحتاج أطنان
من الفتاوي لترقيعها فلماذا تركت كل تلك الثقوب المهولة الحجم , ولم تشمل رعايتك بفتوى الترقيع إلا ثقباً صغيراً منزويا في مكان
لا يراه إلا واحد ؟ هل هذا من باب على قدر أهل العزم تأتي العزائم ؟ أم من باب النفوس الكبيرة التي تعبت في مرادها الأجسام ؟
قد يعترض أحدهم ويقول لي : لماذا هجومك هذا يا دكتورة على الشيخ العلامة علي جمعة وفتاويه هذه أصبحت قديمة الآن تقريبا ً
وهي ليست جديدة لتثوري عليها بهذا الشكل ؟ وجوابي هو : والله أنا بحالي .. ولم يكن في نيتي حتى لما قبل أسبوع واحد أن أكتب عن
هذه الفتاوي أو عن الشيخ . لكن كثر الإلحاح ( يفك اللحيم ) كما نقول باللهجة العراقية .
أقيم في مدينة أوكلاند في نيوزيلندا , وأزور المكتبة المركزية بشكل شبه يومي بحكم كوني طالبة من جديد في جامعة أوكلاند ..
لكني نادرا ما أزور القسم العربي في المكتبة بصراحة لأني نفضت يدي من كل ما يكتب باللغة العربية .
قبل حوالي عشرة أيام وبدون تخطيط نزلت الى القسم العربي في المكتبة .. فعثرت على كتاب عنوانه ( صدام حسين _ من الميلاد
للإستشهاد ) .
حقيقة .. أنا لن تهمني بعد القراءة عن صدام , فالرجل أدى الدور المرسوم له ومات وإنتهى عهده ليفسح المجال للاعبين جدد أن
ينزلوا الى الساحة في الحقبة التاريخية الجديدة من بعده , لكن الذي جذب إنتباهي الى الكتاب أن مؤلفه هو الكاتب والصحفي البريطاني
روبرت فيسك الذي يمتلك مواقف أكثر شهامة ورجولة وإنسانية من مواقف الكثير من العرب إزاء قضايا لبنان وفلسطين والعراق . ثم
جذبت إنتباهي كلمة ( الإستشهاد ) التي وردت في العنوان .. لهذا قررت أن أستعير الكتاب لتصفحه في البيت أو قراءته إن كانت
مخرجاته تدل على شيء يستحق الجهد , لا أدري , ربما أناقة الطباعة ونوع ورق طبع الكتاب وإسم روبرت فيسك ثم ( الإستشهاد )
كل هذا وكما تقول الأغنية جعلني أشعر : حاسس بمصيبة جيالي .. يا لطيف يا لطيف .
يقع الاكتاب في 272 صفحة من حجم كبير المتوسط وهو من إصدار دار إبداع للنشر والتوزيع _ وهناك إشارة على الغلاف تقول
(( عرض وتحليل مركز ترجمة الدار )) ويحمل رقم الإيداع 11802 للعام 2007
بما إني قرأت كثيراً من كتابات فيسك لذلك شعرت للوهلة الأولى أن كلام الكتاب ليس أسلوبه , لكني عدت وتذكرت عبارة ( عرض
وتحليل مركز ترجمة الدار ) قلت مع نفسي فلأتابع لنرى كيف يعرضون ويحللون .. لكني بدأت أكتشف معلومات خاطئة بالكامل في
الأسماء والمواقع والتواريخ من المستحيل أن تصدر عن كاتب محترف مثل روبرت فيسك .. لذلك ذهبت في اليوم التالي الى المكتبة
ووضعت إسم روبرت فيسك باللغة الإنكليزية على كومبيوتر المكتبة فلم أعثر له على كتاب أو كراس عن صدام حسين .
حين عدت الى البيت إتصلت هاتفيا بالناشر في القاهرة لأسأله عن عنوان الكتاب باللغة الإنكليزية على رقميه المثبتين على غلاف الكتاب
وهما : 0107690018 والرقم الآخر 0124828040 فلم يرد علي أحد . عندها إتصلت بأصدقاء يقيمون في مدينة 6 أكتوبر في
ضواحي القاهرة وطلبت منهم الإتصال بدار النشر وسؤالهم عن عنوان كتاب فيسك باللغة الإنكليزية .. فجاءني الرد الصاعق بأن الكتاب
مجرد تلفيق ولا علاقة لروبرت فيسك به . وأن مجدي شكري صاحب دار النشر ( إبداع للنشر والتوزيع ) هو ناشر كتب فضائحية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق