الأحد، 12 يونيو 2011

الجيش العراقي بين فخر الماضي وعار الحاضر

الجيش العراقي بين الماضي والحاضر



التاريخ:السادس من أكتوبر عام 1973 :

كنت ببغداد , تلميذا في الاعداديه ألمركزيه , حين

اندلعت الحرب في فلسطين واشتبك العرب مع الكيان الصهيوني على جبهتين في سوريا وفي مصر و نادى منادي الجهاد ببغداد فارتجفت المهج واقشعرت الأبدان, كيف, كيف نشارك,

وفي تصرف خارج السياق العسكري وبالضرورة الملجئه( اذكر هنا ان الحكومه العراقيه لم تبلغ بان حربا ستقع):

تحرك العملاق الجيش العراقي الى الجبهة, بكافه قطعاته, كان على الجيش العراقي ان ينقل قطعاته البريه الى دمشق عبر اكثر من1300 كم وكانت أعداد ناقلات الدبابات وهي واسطه نقل الدبابات والمدرعات كانت شحيحة و قليله وكان لابد أن تتحرك كتائب الدبابات على ظهر الناقلات لحين اقترابها من ساحة المعركه, وللتطورات الخطيره في الموقف على الجبهة ألسوريه...( كان مقر ألقياده ألعامه ألسوريه في دمشق يضرب بالمدفعية) تحركت بقية الدبابات التي لم يتهياء لها ناقله تحركت على السرف وهي تنشد ألرفعه والمجد والسؤدد, وصرخ النشيد في الراديو :

مرحبا يامعارك المصير

مرحبا ياعوادي الزمن

شعبنا الاثير مزق الكفن

وهبت الجموع تصارع المحن

واجابت الناس كل الناس مرحبا بالعز العربي

مرحبا بالموت

لبيك يافلسطين

لبيك يانصر

لبيك يا قدس

.

التاريخ: 17 تشرين اول 1973

ضابط اسرائيلي رفيع في جبهة الجولان ينظر بالناظور الى سحابة مهولة من دخان وتراب تتقدم اليهم ,

التفت الى صاحبه قائلا:

- من هؤلاء ,

- فأجابه لابد أنهم الرتل الجنوبي من اللواء المدرع الاسرئيلي( الون) الذي يحاول أن يلتقي مع الرتل الشمالي.



ثم تنفرج ألغمه عن قصف ورمي يشيب له الولدان فإذا هي كتائب الدبابات ألعراقيه تمطر العدو بنيران الغضب والرجولة مخترقة العمق السوقي للعدو,

وفي هذه المعركة المظفرة تتقدم القوات ألعراقيه لتجد الدبابات ألإسرائيليه وقد تركتها أطقمها مشتغله.. وفروا منها واذكر أنها سبع أو تسع دبابات. ثم ينجح الجيش العراقي الباسل في إيقاف الزحف الإسرائيلي نحو دمشق ( وجزي الله الذين قاتلوا في هذا الجيش خير الجزاء), بعد أن كانت ألمدفعيه الاسرائيليه تضرب دمشق, واذكر هنا تغيير مكان القياده العامه السوريه الى منطقه اخرى داخل العمق السوري

و تتحرك كتيبه دبابات المعتصم ( اللواء المدرع العاشر)في العمق الإسرائيلي وتباشرإعمال ألدوريه والقنص والانقضاض على الجيش الإسرائيلي في عمق الجولان وفي أماكن متعددة دون أن تعرف إسرائيل أي شيء عن هذه القوه او من اين جائت.

والتقارير المرفوعه الى قيادة اسرائيل تقول قوه مدرعه تضرب القطعات الاسرائيليه في كل مكان من الجولان لا نعرف من هم

ويحمي الجيش العراقي الباسل دمشق من أن تسقط بيد إسرائيل.



ويستقبل الجيش بعد عودته من الجبهه استقبال مهرجانيا بالورد والهلاهل والافراح....

ويا لعظمة ما انجز ويا لفخر ما فعل.



التاريخ: بعد 22 أيلول 1980.

يتحرك الجيش العراقي إلى العمق الإيراني ليرد القصف المدفعي المستمر على بلدات زرباطيه ومندلي وخانقين وغيرها من المدن ألمجاوره لإيران, وتحتدم المعارك بين ايران والجيش العرقي الباسل وتننتشر العمليات العسكريه على طول الجبهة 1080 كم ..

ويعلو العنفوان العراقي وتنبري قوة حقيقيه مميزه في الجيش العراقي وهي اللواء المدرع العاشر

لتتحرك على طول الحدود ألعراقيه توقف أي زحف أو ما يسمى ( تعرضا إيرانيا) ( كان هناك 22 معركة كبيره حدثت أبان الحرب العراقيه الايرانيه, عدا عدد كبير من الاشتباكات المحدوده) على الحدود ألشرقيه وتحمى الحدود من طمع الطامعين ودنس المدنسيين, ويرد العدو الايراني صاغرا مذعنا مهزوما

و مرتا أخرى يكبر الجيش العراقي ويتالق ويحوز هذا البطل المغوار على كامل تقدير الناس وهو لاشك استحقاقا معنويا تمنحه الامة لابطالها.

التاريخ نيسان من العام 1986:

يصول الجيش العراقي من ثلاث محاور على منطقة الفاو ويحررها من دنس الجيش الفارسي

ويمتلء الوطن بالعز والفخر وبكل معاني الكبرياء التي تعرفها البشريه.



ثم يدور الزمن لتلتئم على الوطن كل قوى المكر والغدر والعدوان, في عام 1990 ومن كلل الملل والنحل لتضرب هذا الجيش المغوار ولتحط من معنوياته

ويتنكر الزمن لهذا الأسد الهصور ويتقهقر وهو يلعق جراحه بعد ما خذله ذوي القربى وتكالبت عليه ضباع الدنيا وثعالبها.

ويتكرر هذا المصير في العام 2003

وتحل ألصاعقه بالعراق وفي قرار كله لؤم و نجاسة وحقد تتعاون الصفويه واسرائيل على إقناع بريمر حاكم بغداد العسكري بحل هذا الجيش صاحب هذه الأمجاد التي ذكرت والتي فاتني أن اذكر.

( اذكر هنا ان الصفويين قد ارسلوا الى بريمر أمراه من النجف لتقنعه بهذا القرار ومبروك لذوي العمائم القوادة و شغل النساء) .

ثم يتشكل خلفا لهذا الجيش كيان هزيل مسخ يسمونه الجيش العراقي زورا وبهتانا , يتفاخر بالاعتداء على العزل من الناس ويتفاخر بالتعذيب , وينسى قيم الفروسيه وقيم القتال التي لولاها لأصبح أي جيش عصبه من ألقتله والمجرمين,

وتاتي الاخبار بالسيء من الافعال

سجون سريه وتنسيق عالي مع الميليشيات وبيع للمعتقلين.

اعتقالات للنساء واستباحه للاعراض

والأدهى والأمر إن هذا الذي يحدث بتمام رضا الشيطان الاكبر الملعون المالكي ( ازال الله ملكه وقطع نسله)

واعتداء على أعراض الناس و تحول هذا الجيش إلى شرطة مرور يمنع العراقيين ويدقق عليهم تدقيقا يجاوز العرف, وعلى الجانب الآخر يسهل العمل للامريكي المحتل ويمكنه من أن يجول ويصول بأرض العراق حيث يريد,

ثم تتحرك إيران مرتا أخرى لتحتل حقول النفط ( أرضا عراقيه) لكن الجيش العراقي لا دخل له في هذا الموضوع فهو منشغل بتسهيل مرور العجلات ألعسكريه الامريكيه (يا ذل السلاح وذل حامليه).

مهزلة ما بعدها مهزله :

الجيش يتشكل للذود عن الحمى ولطرد المحتل ولحماية الحدود من ان تخترق وليس ليكون شرطيا على الطرق يزيد المرور ازمه ويزيد العراقيين مشكلة اخرى فوق مشاكلهم التي لاحصر لها.

للعلم فبين بغداد والموصل يبلغ عدد السيطرات اكثر من 70 سيطره , كل سيطره من هذا لا تمر السياره بها الى بعد ان يؤدي السائق السلام وان كانت ثمة حموله فعلى صاحب الشاحنه دفع الاتاوه اللازمه.

لقد حارت الكلمات في وصف هذا الجيش النكره وهذا الكائن المسخ

فبين الفخر والعار كل هذه الفعال

وبعد كل هذا :

فاني اطالب المنتسبين من هذا الكيان ان يقيسوا انفسهم على مقياس الرجوله والعسكريه , وان يكون لهم موقف باعادة المجد الى سجل هذا الجيش المظفر, والا فليكون عبيدا او قردةا للمحتل الغاصب ولا حول ولا قوة الا بالله.


-- ابن ابي الهيجا

ليست هناك تعليقات: