أفاد مصدر أمني في شرطة أبو غريب، غرب العاصمة العراقية بغداد، أمس الاثنين، أن أحد المتهمين بتفجيرات الجمعة الماضي، نقل من معتقل للجيش إلى المستشفى بحالة صحية "حرجة للغاية" من جراء تعرضه لـ"التعذيب"، وفي حين أكد أن الجيش رفض تدخل الشرطة وإحدى منظمات المجتمع المدني لمعاينة المعتقلين واخذ أقوالهم، أكد أن العام الحالي شهد وفاة ستة مواطنين علاوة على إدخال 13 آخرين المستشفى جراء التعذيب داخل معتقلات الجيش.
وقال المصدر في تصريحات صحفية ، إن "أحد الشبان الثلاثة الذين اعتقلوا يوم الجمعة الماضي (8 تموز الحالي) على خلفية انفجار عبوة ناسفة قرب مسجد الشهداء في أبو غريب، نقل مساء أمس الاثنين، إلى العناية المركزة في المستشفى"، مشيراً إلى أنه"تعرض لإصابات خلال احتجازه في مقر السرية الثالثة التابعة للفوج الثالث اللواء 24 في الفرقة السادسة من الجيش العراقي التي تتخذ من منزل أحد المواطنين مقراً لها قرب كراج النقل الموحد في أبو غريب وسط المدينة"، حسب قوله.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه "تم إخطار وزارة حقوق الإنسان بالحادث لأنها باتت تتكرر كثيراً خلال الأشهر الماضية"، مرجحاً "وفاة ذلك الشاب لحراجة حالته الصحية".وكشف المصدر أن "قوات الجيش رفضت تدخل الشرطة وإحدى منظمات المجتمع المدني لمعاينة المعتقلين واخذ أقوالهم.
وكانت منظمة العفو الدولية أعلنت في تقرير أصدرته في كانون الثاني الماضي، أن العراق يدير سجوناً سرية، يتعرض فيها السجناء لعمليات تعذيب روتينية لانتزاع اعترافات يتم استخدامها لإدانتهم، وبينت أن قوات الأمن العراقية تستخدم التعذيب وغيره من أسوء صنوف المعاملة لانتزاع الاعترافات من المعتقلين الذين يحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي، سيما في مرافق الاحتجاز، في حين فندت وزارة العدل العراقية التقرير، مؤكدة أن تواجد الأجهزة الأمنية داخل السجون هو لتوفير الحماية الأمنية لها فقط.
وكشف التقرير الذي حمل عنوان "أجساد محطمة، عقول محطمة"، أن نحو ثلاثين ألف رجل وامرأة لا يزالون رهن الاحتجاز في العراق، مؤكداً أن "وزارتي الدفاع والداخلية تدير غالبية السجون السرية، كما أحصى التقرير شهادات تم جمعها على مدى السنوات الماضية، تشير إلى أن عمليات التعذيب شملت الاغتصاب والتهديد بالاغتصاب، والضرب بالأسلاك الكهربائية وخراطيم المياه، والصدمات الكهربائية، والتعليق من الأطراف، وثقب الجسم، والخنق بحقائب بلاستيكية، وقلع الأظافر بكماشة، وكسر أطراف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق