أجاهد نفسي كي لا أكتب بهذا الأسلوب ، ولكن(ماكو چاره)، فالمشهد العراقي الحالي، ومنذ ثمان سنين يتسيّده فيلق من المناويچ المزمنين الذين ( متصيرلهم چاره أبد)، ما عساها تكون اللغة المناسبة لمخاطبتهم سوى هذه التعابير التي تتفوق على الفصاحة كونها لسان حالهم وترجمان أحوالهم ؟
وكان هناك في أربعينات القرن المنصرم، ضابط مشهور بالمبالغة والكذب في قصص يحكيها لمن يجالسونه ، حسين ملخيّات ، نال هذا اللقب لكثرة ما (يملخ) ويخرق حدود المعقول برواياته، ولكون جمهوره كان من ضباط ومراتب أقلّ منه قِدماً، فقد كانت الضحكات المكتومة هي ما يعطي رواياته تلك طعماً وقيمة، وإلا، فهي مبالغات تحشيشية بلغة عصرنا هذا، عصرنا الأغبر، لا أكثر ....
واحدة من سوالفه تلك كانت عن كلبين شرسين شهدهما ، وفق روايته، يقتتلان في أطراف أربيل وينهشان لحمي بعضهما البعض ، وبالنهاية ، أكل بعضهما بعضاً، ولم يتبقّ منهما لحسين ملخيّات كي يشاهده، إلا ذيلاهما !!
شنو ربّاط الحچي ؟؟ جاييكم بالطريق ، بس لتستعجلون عيوني ..
أخبار العراق اليوم تحكي عن إستهجان دولة القانون ومن لف لفها ، من تصريحات أسامه النجيفي عن إقامة إقليم سني ... وأقوى هذه التعابير الإستهجانية جاءنا من عضو غير مختون، من دولة القانون، يدعى جواد البزون، حذفتُ حرف الياء من لقبه (البزوني) لإلتقاء العورتين على طرف لسانه ، و لأغراض النصب، وتعرفون أنه يحق لأبي الحق ما لا يحق لغيره، واللي ميعجبه الحچي خلي يشرب من المالح ليما ينتخم ..
البزوني هذا ،صرّح بكلام من قبيل السهل الممتنع ، ينطبق عليه تعبير ( كلام موزون، طالع من طيز بزون) أو ( كلام دُر ، طالع من طيز هر ) ، أو التعبير الآخر ( سكت دهراً وفتح جحراً ).. ولدينا المزيد إن شئتم، لدينا تعابير ونكات تستمر ليوم الدين .. جواد البزون، عضو دولة القانون ، غير المختون ، والنائب عن التحالف الوطني المأبون ، صرّح بما يلي :
(النجيفي ذهب إلى أميركا عراقياً وعاد سنياً).. وكأنما السنة هم مِن كوكب المريخ وليس عراقيين مؤسسين لتاريخ العراق كغيرهم من مكونات البلد الطايح الحظ هذا !!
والبزون هذا، الذي يرى القذاة في عين كل سني كالنجيفي، ولا يرى القندرة في عين الرافضي المالكي، لم يصرّح بشيء يوم ذهب المالكي إلى إيران عراقياً وعاد إيرانياً شيعياً دولة فقيهياً خرائيّاً ... لم يلحظ إنتكاسة العلم العراقي وقتها، ولا إنتبه لربطة عنق المالكي التي منحها إجازة بدون راتب لمدة تعادل فترة بقائه بالحاضنة الخرائية الفارسية ، فهذا هو منطق العوران الذين يرون نصف الصورة، كالبعير الذي كان يأكل العشب من جهة عينه السليمة فقط فاستدل الكشاف على حالته من حالة العشب ذاك .. لكن البعير ذاك كان يأكل العشب الأخضر، بينما جواد البزوني، يأكل الخره لا أكثر !!
وهو لم يكترث لذهاب مقتدى إلى إيران عراقياً ثورويّاً فوضوياً غوغائياً محكومياً، ليعود منها حوزوياً علوياً مبرّءاً من تهمة قتل عبد المجيد الخوئي الملعون الوالدين ذاك ، تعس القاتل والمقتول، وبئس الورد المورود، وبئس الرفد المورود..
ولا إستفز البزوني الكثير المواء في غير شباط اللبّاط ، إستمرار إعتقال وتعذيب مئات آلاف المعتقلين ممن أطلق سراحهم القانون (قانون دولة القانون !!) ، ولا همّه أن يخطط الأعور الدجال، كسرى العصر والأوان لمصير العراق ويغطسه في محرقة الموت طيلة ثمان سنوات فاقت سنين مصر تلك في عهد يوسف ، فتلك كانت محض سبع سبقنها سبع مفعمات بالخير وأعقبتها أخرى أغاثت الناس ، فما تفعله إيران هو بنظره حلالس ، بينما ما تفعله أميركا .. حرامس !!... المهم لديه هو ألا تفعل أمريكا شيئاً لكبح جماح الخنازير الذين سلطتهم على العراق ومن ثم ندمت أشد الندم على فعلتها .. فتلك تهمّه وتستثيره جداً ..
الأمريكان ينفذون المرحلة الأحدث من مخططهم ، مرحلة كلاب حسين ملخيّات، يتركون ما يتبقى من العراق بعد أقلمة كردستان وعربستان، لبقيّة سبخة لا أنهار تنبع من داخلها، ولا نفط فيها يصل لأهلها في ظل حكومة اللصوص هذه ، بقية عراق يحكمها المالكي ودعوته الزنيمة ، حيث كل كلب من بينهم سيأكل الكلب الآخر بغياب الضحايا السنة، الضحايا الذين يتوحد الدعوجيون والمجلسيون والصدريون دوماً ضدهم ، فالكلب لا يأكل لحم أخيه الكلب...، هذا ما يفعله هؤلاء المناويچ المزمنون غير الطائفيون كما لأنفسهم يصوّرون، ويتصورون ،
كلاب تنهش بعضها للمزيد من السرقات والجرائم ونهش الأعراض ، وربما عندها لن تبقى حتى ذيولهم ... هل يلام النجيفي إن سحب أهله بعيداً عن مزبلة الكلاب هذه؟
في كل محفل من حولي، أحكي عن جرائمكم ، وما لم تحكه الصحف أحكيه أنا ، ومظلوميتكم الإجرامية أنا من ينزع عنها لباسها ويهتك سترها ،لقد قلت أنني سأحلّق في السماء وسأغرد .. مسامير أخرى أدقها في نعشكم يا ملاعين الوالدين
دولة القانون ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة ... وصبراً يا آل ياسر، صبراً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق