شاهد العرب وغير العرب في العالم كله ،تظاهرات دوار اللؤلؤة في المنامة وما أوحت به إعدادات الإعتصامات تلك من إشارات ، لمن بقلبه بعض شك أو عدم قناعة بمشروعيتها. إشارات كانت مبيّنة و مبرّرة لكل تلك الإحتجاجات والتظاهرات، فقر مدقع وبؤس حال باد للعيان من تلك الملابس الرثة والوجوه النحيلة المتغضنة، وكله كان يعبّر بكل وضوح عن مظلوميّة المتظاهرين وحرمانهم من أبسط حقوق المواطنة ، وأنا أسأل كل من إستلم تلك الصور،هل خرج مجمل طعام المتظاهرين كما أفرزته الصور، عن البصل والخبز وشطائر الفلافل ؟ هل خرجوا عن قاعدة الإمام علي من حيث عدم جمع إدامين في وقت واحد؟ هل هذا هو ما ينبغي أن يكون عليه طعام أبناء مملكة كالبحرين، فيها من الخير الشيء الكثير الكثير؟
هل تعرفون ما هي مشكلة الناس في هذه المنطقة من مناطق العالم العربي، وأعني كل المناطق المجاورة لإيران ؟ إنها حقيقة أنهم يرفعون رايات الحسين لكنهم أسوأ من يزيد ، وهي حقيقة أنهم يزايدون بعليّ ونمط حياة عليّ لكنهم أكثر دنيويةً من معاوية و أكثر إنتهازية من أخيه عقيل الذي كان يصلي وراء أخيه طمعاً بحسن ثواب الآخرة، ولكنه يضرب الثريد في مضارب بني أميّة بالشام ، من أجل صحة أفضل وبطن أشد إمتلاءاً ! هذه الجزئية، بعيداً عن كل الجزئيات الأخرى كالنفاق والدجل و فقدان الشعور بالمواطنة وعدم الإنتماء للبلد الذي يولدون ويعيشون فيه بل للبلد الآخر الذي لا يشتريهم بدانق، أصلاً ! بالضبط مثل شيوعيي العراق الذين كنا نقول فيهم أنهم يرفعون مظلاتهم وقت يسمعون أنها تمطر في موسكو ! إن هؤلاء المتبجحين من ناكري الجميل، ولست أعني جميل ملك البحرين بل جميل الله عليهم ، أنْ متعهم بنعمة لم تتهيأ لأبناء العراق مطلقاً ، هؤلاء الكافرين بالنعمة لم يعرفوا معنى التلوّع بعدم النوم طيلة الليل وسط تعرق لا ينقطع وإختناق أنفاس لا يطاق، مع تأففات الصغار وتبرّمات النساء وكل ما يصاحبها من قرف بالحياة، وكله في بلد تعودت حكوماته طيلة القرن الماضي وما سيليه حتماً، على إنكار حقيقة أنّ الحرارة وصلت حد جعل المطي يتبول دماً ، فقد كان هناك دوماً مَن يهمّه أن يعمل العراقيون كالحمير تحت شمس حارقة .. ولا ذاق البحرانيون هؤلاء نقمة الحرمان من نعم الله الكثيرة،فهم ومنذ بداية وعيهم تعرفوا على الموز والأناناس والبابايا والمامايا حتى ، وأنواع اللحوم والشحوم ، من خلال حاسة الذوق والبلع والإزدراد ، ليس كالعراقيين الذين بالكاد كانوا يعرفون بوجود هكذا مصطلحات في قواميس الفواكه والخضروات من خلال حاسة النظر لا أكثر ! وهؤلاء المتبطرون الأزليون تنعموا بطيبات العطور ونواعم المنسوجات منذ نعومة أظفارهم ، لم يمنعهم أحد من العمل في بلدهم والإرتزاق لحد الإثراء ، ومن ثم السفر إلى بلاد الله الواسعة للتنعم بالخيرات الحسان هناك ، بالحقيقة أنا لن اصدق أيّ شخص يخبرني أنه كان هناك أيّ منع لدخولهم إلى أيّ من بلدان العالم ، أو يحكي عن إساءة إستقبال لهم في بلدان آسيا وأوروبا ، فتلك المعاملة كانت مقصورة فقط على العراقيين ، حصراً وجمعاً وقصراً !
هذه الطريقة في التعامل مع نعم الله و تيسيراته بالتظاهر والهيجان الشوارعي لا يحسن وصفها إلا العراقيون أصحاب اللسان الأول في العالم ، هذه هي ما نسميه ب( أدبسزية صرفة وكفر بالنعمة وطيحان حظ ما بعده طيحان) . وإن قال لك احدهم أنّ هؤلاء المحتجين هم مواطنون مسالمون لا يبغون إلا حقهم فحاذر من الوقوع في فخ معسول كلامه هذا، فهم مجرمون مستترون مثل تلك الضمائر المستترة ، ونحن هنا في العراق شبعنا من هذا الكلام من أبناء عمومتهم الذين ارتدوا جلباب المسكنة دهراً طويلاً ، ومن ثم نضوه عنهم وأشهروا ما نسميه هنا ب ( وجه الﭽنكو)، وجه الصفيح الصفيق الذي لا يخجل من الإفصاح عن معدنه)، لقد ثبت لدينا بالدليل القاطع أنهم ضباع متلبسون بفراء الخراف ، لا ينبغي لأحد أن يركن إلى إدعاءاتهم ولا أن يصدق ما يحكونه ،أبداً .
وإن حكى أحد متنطيعهم عن كونهم أكثرية فإن مَن هو مثلي لن يخوض في هذه النقطة ،سواء بالتصديق أو بالإنكار، بل يخوض بما هو كامن وراءها، فالجمهوريون من جماعة بش الصغير لم يكونوا هم الأكثرية بين الأمريكيين يوم تسلموا السلطة وشنوا قرار الحرب على العراق بحجتين لم تثبت مطلقاً صحة أيّ منهما ، لم يكونوا هم الأكثرية بتعداد الرءوس، أو بتعداد الأقدام مقسومةً على إثنين ، هذه هي أكثر الطرق سطحيةً وغباءاً في محاولة إثبات الحق والإستحقاق، فما كان علي بن أبي طالب صاحب أكثرية من حيث المؤيدين والمناصرين يوم تم إختياره خليفة رابعاً، ولا الفرس هم أكثرية غيران بينما هم يسومون بقية المكونات كل هذا الخسف والتجبر والظلم والتنكيل، وحتى قطعان الأغنام التي تسير بمجملها خلف كبش مفرد، هي ليست أكباشاً بأكثريتها، بل غالبيتها هي من الطليان والنعاج ، والأسود التي يقال فيها أنها ملوك الحيوانات أو البراري ، والنسور والصقور في السماء من بعدها، ليس أيّ منها هو الأكثرية إن كان الحديث يدور عن قطعان الزيبرات والأيائل وجواميس النهر، أو عن العصافير والزرازير ، هذه هي سنة الله في خلقه، القيادة هي مسالة معتمدة على النوعية والخصائص، لا على الأعداد والأكثريات، لذا يقول الله تعالى ( ... تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء)، ها قد جئناهم بأمثلة من عالمي البشر والبقر، وبنص من كلام خالق البشر، فبأيّ حديث بعد هذا المنطق يؤمنون؟
إنها عجمة تروم إجتياح المنطقة ، من البحرين إلى نيجيريا ،إنها أفيال رستم تلك بقشرة بشرية ،فالقادسية ماثلة بعقول الكهنة في قم وطهران، والصفعة التي وجهها لهم الفاروق وسعد والقعقاع قبل أربعة عشر قرن من الزمان، لا زال لها رنّة في الآذان ، تتكرر مع كل أذان ، هذه هي القوة الدافعة لما ينوون فعله، فهل أنتم متعظون يا شعوب المنطقة ؟
أقتلوهم وهم في رحم مخططهم ، إستئصلوا ألسنتهم كما فعلوا مع مؤذن يرفع نداء الصلاة لا أكثر، وكما أحرقوا البشر في استمرارية إجرامية بغيضة، لما فعلوه هنا مع من خطفوهم . لا يغرنكم تراجع شويعرة منهم تجيد العنترة الدونكيشوتية، وهي منشأة في الحلية وفي الخصام غير مبينة ، فقد تبين لكم أنها تتقن لحس بصقتها من على الأرض في تراجع عن عنترياتها تلك ، فور إدراكها لظل الهراوة المحدقة بها ،لا يغرنكم تراجعها ذاك فأمثالها من العواهر سبقنها لأرض العراق ، فنحن لدينا مريم الريس و باسمة الساعدي وصفية السهيل وغيرهن كثير، أما تلك اللبوة التي يروجون لها وهي تتمشى ككيس الفحم الأسود وتطلق عبارات خطابية عجماء ترفع المفعول به وتنصب الفاعل ، فغداً سترونها ترفع السلاح بوجهكم وتتفاخر بكونها من جيش المهدي المنتظر – فرع البحرين ، ستعمل كمفرّخة للمزيد من المجرمين كالذين اختنقت بهم فضاءات بلادي ، وتجرءوا على الخروج لأرض الغرب لينشروا الفساد هناك أيضاً ! أقتلوهم قبل أن يقتلوكم ، واسبقوهم قبل أن تصبح بحرينكم صحراء عجفاء قاحلة كما هو حال العراق اليوم بعد ثمان سنوات من حكم التتار الجدد، أقتلوهم قبل أن يتخلق لديكم همام حمودي آخر يلفظ واشنطن دي سي (واشنطن سي دي )، وقبل أن يتخلق ليديكم دكتاتور مالكي آخر، وقبل أن تشهدوا تشظي جيش المهدي لديكم كما تشظى لدينا، إلى عشرة فصائل تختلف فيما بينها على جملة أمور لكنها تتفق جميعا على قتل من يخالف ربّتهم إيران بالمعتقد، أقتلوهم قبل أن يكتمل بدرهم الإجرامي كما اكتمل لدينا وعلينا، وتنقلب الموازين لديكم، عاليها سافلها فيهجر بلدكم كل ذي إمكانية ليترك البلد علكاً بين ضروس الجهل والخيانة والجشع والطائفية والعشائرية المنتنتين، أقتلوهم ما أمكنكم لذلك من سبيل ولا تأخذكم بهم أيّة شفقة أو رحمة ، فهذا هو ما يستحقونه فعلاً و حقاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق